صدى الواقع اليمني - كتب : محمد السفياني
في إطار الصراع الدولي بين الدول العظمى على صناعة الرقائق الإلكترونية، نجد أن السعودية تمنع دخول رقائق البصل اليمني، حتى لا تُستخدم هذه الرقائق البصلية المحرقة في صناعة الرقائق الإلكترونية وصناعة الصواريخ الذكية فائقة الصوتية. هذا ليس هجومًا على الحكومة السعودية، ولا على حكومة عدن، بقدر ما هو تذكير حتى تنظر السلطات السعودية وحكومة عدن إلى الظلم الذي يعاني منه المزارعون والصيادون اليمنيون.
فإن كان التقصير من الحكومة السعودية، فعليها أن تنظر لهؤلاء المزارعين، وإن كان من حكومة عدن أيضًا، فهي لا ترفض أي توجيهات من مسؤوليكم، أيًا كان مركزه.
بل تم ذات مرة سحب مسؤول يمني عن هذا الجانب إلى السعودية وتم توقيفه. صحيح أن البصل محرق، ولكن حرق قلوب المزارعين أشد. وإن كان نتاج إجراءات خاطئة من سياسة تسويقية أو استكمال إجراءات فنية أو غيرها، فهو ناتج عن حكومة تم تعيينها بدعم وإشراف خليجي.
لذا يجب أن تُحل مشكلة المزارعين والصيادين، ولا داعي للتلذذ بمعاناة الناس. فهؤلاء ليسوا حوثيين، لأن الحوثيين دخلوا بطيران رسمي، حجوا وصرخوا بشعارهم بجانب الكعبة، وسخرت المملكة أمنها وحكومتها لخدمتهم، ومن قبلها لخدمة مسؤولي إيران.
وهناك اتفاقية برعاية صينية، وكل هذا نُشر في معظم وسائل الإعلام. أما البصل اليمني فهو نبات طبيعي لا يُستخدم في أي صناعة عسكرية أو إلكترونية، ورقائقه تختلف عن الرقائق الإلكترونية.
أرجو أن تتأكدوا من أنها ليست رقائق إلكترونية، وهذا يعرفه كل بعير في الجزيرة. نعم، حتى البعير تعرف بأنه نبات من الفصيلة الزنبقية، ذو رائحة نفاذة مهيجة لاحتوائه على مواد كبريتية طيارة، بل إن له تأثيرًا إيجابيًا لتعويض إنتاج البنكرياس الضعيف من مادة الأنسولين.
وهذا الكلام موجود في المواقع الإلكترونية الخليجية، إلا إن كانت توجيهات ترامب اقتضت ذلك.
أيها الخليجيون، إنكم مسؤولون عن كل ما حدث ويحدث في اليمن.
فأنتم من عطل الدستور بمبادرة لم تستطيعوا حماية مبادرتكم ولا إعادة الدستور.
وكل الأطراف تكونت في ظل إشرافكم، وأنتم قادة الحرب في اليمن، وأنتم صانعو القرارات الدولية والإقليمية.
وتحاربتم في اليمن من أجل ترتيب نظام الحكم الذي كان آيلًا للسقوط بين الأسرة الحاكمة، وتارة بين الإمارات والسعودية من طرف وقطر وتركيا من طرف آخر في مأرب وعدن، وتارة بين عمان والإمارات في المهرة وسقطرى، وفي شبوة، وتارة بين السعودية والإمارات في حضرموت.
وأنتم من جعلتم اليمن ميدانًا لتصفية حسابات. والآن تنتظرون إن صلحت علاقتكم مع أمريكا، وإلا فستكون اليمن ميدانًا لكم مع أمريكا أو مع روسيا. مشكلتكم أيها الخليجيون إنكم غير جاهزين لمناقشة أخطائكم. فكل ما يحدث في اليمن والعراق وسوريا ولبنان كنتم مشاركين فيه. لا يوجد لديكم رؤية لكيفية إدارة سياسة الواقع ولا السياسة المستقبلية، وتخوفكم من المواجهة مع الآخرين نتاج تخوفكم على ضياع الحكم منكم. أصلحوا أنفسكم قبل أن تصلحوا غيركم. فلولا المال الذي لديكم والثروة التي اقتطعتها بريطانيا من ثروة الأمة، والتي صارت محل أطماع أمريكا وإيران وروسيا وبريطانيا والهند، كلهم يسعون للاستيلاء عليها.
ولا مفر لكم من الأطماع الاستعمارية إلا بوحدة الأمة. فاليمن أكبر حامٍ للعرب وأكبر جيش منذ عهد الرسول وحتى يومنا هذا. نحن منكم وأنتم منا. عيب وعار ما يحدث في اليمن وأنتم تحاولون إرضاء السفيه ترامب الذي يطالب بإخراج العرب من بيوتهم كورقة ابتزاز جديدة من أجل إرضاء المدلل اليهودي.
لو نفذ ترامب ما يقول، ماذا أنتم فاعلون؟ أنتم أهلنا، لن نفرط فيكم ولا في أي عربي. على فكرة، المساعدات التي تدعونها لم تصل الشعب اليمني، تذهب إلى جيوب موظفي الأمم المتحدة وموظفي حكام الأطراف.
اليمنيون يريدون وضع الحلول المناسبة وحل ما وصلتم اليمن إليه في إطار صراعكم مع إيران وتركيا. ولا أرى أي صراع غير تدمير اليمن وسوريا ولبنان والعراق وسلامة الدول المتصارعة. فهل من مدكر؟
إرسال تعليق