جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

"14 أكتوبر" تعانق "الجمهورية" في موقف مهيب وتضامن مِهني مشرق: نَفَسٌ واحد في مواجهة السلالة واستعادة دور الكلمة

صدى الواقع اليمني - تقرير: حسين الشدادي
Published from Blogger Prime Android App
في لحظة نادرة تُعيد إلى الذاكرة أمجاد الصحافة الحرة وروح الزمالة الأصيلة، شهدت العاصمة المؤقتة عدن مشهداً مهيباً حينما خطت صحيفة "14 أكتوبر" خطواتها الواثقة نحو مقر شقيقتها صحيفة "الجمهورية"، في زيارة تضامن وعناق مهني دافئ، قلّما نراه في زمان كثرت فيه الطعنات وقلّت فيه الأكتاف الصلبة التي تسند.

تقدّم الوفد الإعلامي الأستاذ محمد هشام باشراحيل، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة "14 أكتوبر"، يرافقه الأستاذ بلال الطيب، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، وعدد من القيادات الإعلامية والصحفيين والمثقفين والفاعلين في الشأن العام، حيث كان اللقاء حميماً، متجاوزاً حدود المجاملات التقليدية، ومتجذراً في همٍّ وطني مشترك، وأمل كبير في إعادة الروح لصوت الجمهورية الذي أراد له البعض أن يخفت في زمن الظلام.

في حضرة الرفقة وحرقة الوطن:

في أروقة مقر مؤسسة "الجمهورية" للصحافة والطباعة والنشر، ساد شعور عارم بالوفاء والانتماء، وبرزت كلمات الوفد الزائر كما النسيم العليل في قيظ الحاجة، إذ شدّد الأستاذ محمد هشام باشراحيل على أن الصحافة لا تعرف الحواجز الجغرافية ولا الانتماءات الضيقة، بل تتوحد حول الوطن وحريته وكرامته، وتلتحم في مواجهة المشاريع الهدّامة التي تسعى لاستلاب هوية اليمن وجمهوريته.

وأضاف أن صحيفة "14 أكتوبر"، التي وُلدت من رحم الثورة، لا يمكن أن تقف متفرجة أمام محاولات تغييب صوت "الجمهورية"، لا سيما في هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها بلادنا وهي تواجه أعتى مشروع إمامي سلالي يسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.

بلال الطيب: الجمهورية باقيةٌ ما بقي اليمن

من جانبه، عبّر الأستاذ بلال الطيب عن عظيم امتنانه لهذه اللفتة الكريمة، مؤكداً أن هذه الزيارة ليست مجرّد تضامن مهني، بل هي ميثاق وطني بين منابر الحق في هذا البلد. وقال: "صحيفة الجمهورية ليست ملكاً لمؤسسة بعينها، بل هي عنوان مرحلة، وراية كفاح، وسجل نضالٍ طويل سيظل شاهداً على بطولات الأحرار ومعاركهم في وجه الاستبداد القديم والجديد."

وأشار إلى أن إعادة إحياء صحيفة الجمهورية ليس ترفاً إعلامياً، بل ضرورة وطنية، إذ لا يمكن خوض المعركة الفكرية والوعي الجمعي في ظل إسكات أقلام الجمهورية وإقصاء رموزها.

الرسالة: إعلام جمهوري في وجه الظلام

الزيارة، وإن بدت في ظاهرها فعلاً رمزياً، إلا أنها في جوهرها تُعدّ إعلاناً صريحاً بأن الكلمة ما تزال تقاوم، وأن الإعلام المهني النزيه لا يزال قادراً على توحيد الصفوف وشحذ الهمم، خصوصاً في مواجهة المشروع الحوثي السلالي الذي لا يعبأ إلا بإعادة الإمامة إلى جسد الجمهورية المنهك.

لقد قدّمت "14 أكتوبر" اليوم مثالاً يُحتذى، حين وضعت يدها في يد "الجمهورية"، لتقول للعالم إن الصحافة اليمنية – وإن خذلها البعض – لا تزال بخير، ما دام فيها رجال يكتبون بمداد العز، ويتحدثون بلغة الوطن.

لم تكن الزيارة مجرد لقاء عابر، بل كانت موقفاً مشبعاً بالدلالات، محمولاً على أكتاف الزمالة، وممهوراً بختم الوفاء. إنها نداء متجدد بأن منابر الحق لا تموت، وأن الكلمة الحرة ستظل دوماً في مقدمة الصفوف، تشهر قلمها في وجه الكهنوت، وتعيد لليمن جمهوريته المنشودة وكرامته المسلوبة.

فلتُكتب هذه اللحظة في سجل النور: "14 أكتوبر" تعانق "الجمهورية"، في زمن عزّ فيه العناق وتكاثرت فيه السكاكين.
فما أحوجنا، اليوم، إلى إعلام يتنفس من رئة الوطن... لا من جيوب الطغاة.

Post a Comment

أحدث أقدم