جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

استبعاد ممنهج وتكريس للإقصاء: المهمشون خارج مؤتمر شباب تعز مجدداً

صدى الواقع اليمني - تقرير: محبوب عبدالخالق

Published from Blogger Prime Android App
في مشهد يعكس استمرار التمييز والإقصاء، شهد مؤتمر شباب تعز الأخير تغييبًا واضحًا لشريحة واسعة من أبناء فئة المهمشين، وسط غياب تام للتمثيل الحقيقي للاتحاد الوطني لشباب اليمن، وتكريس لثقافة استغلال التكتلات والنفوذ السياسي والاجتماعي على حساب مبدأ تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية.

تهميش متكرر وتمثيل رمزي لا يعكس الواقع

رغم محاولات بعض القائمين على المؤتمر امتصاص الغضب واستعطاف الرأي العام بدمج الشاب مختار سعيد – أحد شباب الفئة – ضمن فعاليات المؤتمر، إلا أن هذا الدمج جاء بصورة رمزية وشكلية، ولم يكن نتاجًا لآلية شفافة أو توزيع عادل للفرص، بقدر ما كان محاولة لتجميل مشهد مليء بالاختلالات والإقصاء المتعمد.

وتُعد هذه الحادثة استمرارًا لسلسلة من الممارسات الممنهجة التي طالت شباب المهمشين، حيث سبق أن تم تجاوز مطالبهم وتغييب تمثيلهم الحقيقي في جلسات الحوار الوطني الشامل، رغم كونهم مكونًا رئيسيًا في النسيج المجتمعي اليمني، ويمثلون شريحة واسعة داخل محافظة تعز.

استغلال للتكتلات وإقصاء للمستحقين

وبحسب ناشطين ومراقبين، فإن ما حدث في مؤتمر شباب تعز لم يكن محض صدفة، بل نتيجة طبيعية لاحتكار التمثيل الشبابي من قِبل مجموعات وتكتلات حزبية واجتماعية تسعى لتكريس نفوذها، دون الالتفات إلى المساواة والعدالة التي يفترض أن تقوم عليها مثل هذه الفعاليات الشبابية.

ويشير هؤلاء إلى أن غياب آلية واضحة لاختيار المشاركين، وترك الأمر للترضيات والانتماءات، أسهم في استبعاد كثير من الكفاءات الشابة، خاصة من فئة المهمشين، الذين لم تُتح لهم فرصة حقيقية لعرض آرائهم أو المساهمة في رسم ملامح مستقبلهم.

دعوة لتأسيس كيان شبابي جامع للمهمشين في تعز

وفي هذا السياق، يدعو الإعلامي حسين الشدادي كافة شباب فئة المهمشين في محافظة تعز، في مختلف المديريات، إلى التفاعل الجاد والمسؤول من أجل تأسيس كيان شبابي مستقل جامع، يمثلهم ويدافع عن حقوقهم ويضمن مشاركتهم في كافة الأنشطة والمؤتمرات التي تخص شريحة الشباب في المحافظة.

وفي رسالته الموجهة لهم، قال الشدادي:

 "إن ما حدث في مؤتمر شباب تعز ليس إلا ناقوس خطر يجب أن يدفعنا إلى التحرك وتشكيل كيان شبابي حقيقي يضم شباب المهمشين من كل مديريات تعز، بعيدًا عن التهميش الرمزي والتمثيل الشكلي. آن الأوان لأن ننتزع حقنا بأنفسنا ونثبت حضورنا في الساحة السياسية والاجتماعية، ونكسر حلقة الاستغلال والتهميش المستمرة منذ سنوات."



أسباب الإقصاء وآثاره الاجتماعية والسياسية

يمكن تلخيص أبرز أسباب الإقصاء فيما يلي:

غياب معايير واضحة وشفافة لاختيار المشاركين.

احتكار القرار داخل التكتلات الشبابية المحسوبة على جهات حزبية أو مناطقية.

غياب الاتحاد الوطني لشباب اليمن كمظلة تمثيلية موحدة وحقيقية.

النظرة النمطية السائدة تجاه فئة المهمشين.


أما الآثار المترتبة على هذا الإقصاء فهي متعددة، أبرزها:

تعزيز الإحساس بالتمييز والغبن داخل الفئة المستبعدة.

توسيع فجوة الثقة بين شباب المهمشين والجهات المنظمة للمؤتمرات.

حرمان المجتمع من طاقات شابة كان يمكن أن تسهم في النهوض بالتنمية والتغيير.

ترسيخ الانقسام الطبقي في الوسط الشبابي.

إن حادثة استبعاد شباب المهمشين من مؤتمر شباب تعز تكشف عن خلل عميق في بنية العمل الشبابي في المحافظة، وتضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية ووطنية لمراجعة آليات العمل والتمثيل، وضمان الشمولية والعدالة. فالمجتمعات لا تُبنى بالإقصاء، بل بالتكامل والمساواة، وتمكين كل مكوناتها من المساهمة في صنع القرار.


Post a Comment

أحدث أقدم