جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

تسريبات: توتر بين العليمي وشمسان…وشباب يفضحون الفساد ويرفضون مقايضة المناصب بالصمت

صدى الواقع اليمني: وجدي السالمي

Published from Blogger Prime Android App
كشفت تسريبات من مصادر متعددة في محافظة تعز والعاصمة الرياض، عن فشل ذريع لمحافظ تعز نبيل شمسان في تنفيذ إصلاحات طال انتظارها، وعن صدام سياسي مكتوم بينه وبين الرئيس رشاد العليمي، تخلله تبادل تقارير متضاربة، ووساطات رفيعة حاولت احتواء الغضب الشعبي، دون جدوى.

تعود جذور الأزمة إلى الأشهر الماضية، حين قاد مجموعة من الشباب المستقلين حملة ميدانية لرصد وتوثيق اختلالات وفساد في أداء السلطة المحلية بالمحافظة.

ونجحت هذه التقارير في كشف حجم الكارثة، لتتحول إلى أداة ضغط حقيقية قبيل انتهاء المهلة التي كان الرئيس العليمي قد منحها للمحافظ لإجراء إصلاحات جذرية.

وبحسب التسريبات، فإن المحافظ شمسان سارع إلى مغادرة البلاد متوجهاً إلى الرياض فور انتهاء المهلة، وهناك التقى بالرئيس في جلسة لم يُكشف عنها، رفض فيها العليمي استلام "تقرير الإنجاز" الذي قدمه شمسان، رافضاً أيضاً نشر أي خبر أو صورة عن اللقاء، ما اعتبره مقربون من الرئاسة "صفعة سياسية" للمحافظ.

غير أن شمسان خرج مغرداً عبر حسابه في "إكس" (تويتر سابقاً)، ناشراً صورة قديمة تجمعه بالرئيس، زاعماً أنه سلّمه تقريراً نال إعجابه. لكن ناشطي تعز كانوا له بالمرصاد، فعقدوا مؤتمراً صحفياً كشفوا فيه ما وصفوه بـ"فضائح الإنجازات المزعومة"، وقدموا تفنيداً كاملاً لتقرير المحافظ، مدعما بالأدلة والبراهين، ووصفوه بأنه محاولة فاشلة لتضليل الرأي العام.

» مع تصاعد الضغط الشعبي الذي يقوده الشباب، لجأ شمسان إلى وساطات من مستويات رفيعة على المستوى المحلي والوطني، في محاولة لإقناع الشباب بوقف حملتهم، عارضا عليهم تمكينهم من خمسة مكاتب حكومية، إضافة إلى إغراءات أخرى. غير أن الرد جاء حازماً: "لسنا انتهازيين، ولا نبحث عن مصالح شخصية. نرفض أن نكون أدوات لتمرير فساد السلطة. التعيين حق، لكن يجب أن يأتي عبر الكفاءة، وليس كرشوة للصمت.".

تؤكد المعلومات أن المحافظ حاول لاحقاً إصدار قرارات تعيين فردية لبعض الناشطين من الشباب، وكلف مقربين منه بالتواصل معهم، لكن الرد كان بالرفض مجدداً، بل وتواصل بعض الشباب بشكل مباشر مع أطراف محايدة لنقل موقفهم الرافض لأي مساومات، ومؤكدين تمسكهم بمطلب التغيير الجذري وتفكيك منظومة الفساد.

ورغم أن الرئيس العليمي لم يتخذ حتى اللحظة أي إجراء عقابي ضد المحافظ بعد انتهاء المهلة، وهو ما اعتُبر تراجعاً مؤسفاً عن وعوده لأبناء محافظته، إلا أن الشباب يرون أن خذلان الرئاسة لن يكسرهم، بل يعزز قناعتهم بأن التغيير لن يأتي إلا من داخل المجتمع.

في موازاة ذلك، برزت مواقف قوية من صحفيين وناشطين في تعز أعلنوا رفضهم لبقاء شمسان، ودعوا إلى كشف ما وصفوه بـ"زيف البناء الإداري الشمساني"، مطالبين بدور إعلامي صادق في الدفاع عن تعز وإنقاذها من الانهيار.

"لقد آن الأوان أن تدرك القوى السياسية أن القضية ليست صراع مصالح، بل صرخة مجتمع يطلب إنقاذاً، وأمل أخير في وقف الكارثة." هكذا قال أحد الناشطين حديثه معنا، في إشارة إلى حالة من التململ الشعبي آخذة في التوسع داخل تعز، وسط صمت حزبي غير مبرر.

Post a Comment

أحدث أقدم