صدى الواقع اليمني - تقرير: محمد الحمادي

في مشهدٍ يُجسّد أبشع صور التمييز العنصري والاجتماعي، تُفرض على فئة المهمشين في مديرية الشمايتين، قرية صبرية، منطقة الرجاعية، قيودٌ تمنعهم من الدفن في المقابر العامة، مما يضطرهم إلى استخدام مقابر منفصلة، وكأن التفرقة التي عانوا منها في حياتهم تلاحقهم حتى بعد وفاتهم.

تُعد هذه الممارسة امتدادًا للتمييز الممنهج الذي تعاني منه فئة المهمشين في اليمن، حيث يُنظر إليهم كمواطنين من الدرجة الثانية، ويُحرمون من العديد من الحقوق الأساسية، بما في ذلك الحق في التعليم، والعمل، والسكن اللائق.
ويُشير ناشطون حقوقيون إلى أن تخصيص مقابر منفصلة للمهمشين يُعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ العدالة والمساواة، ويُكرّس الفوارق الطبقية والعرقية في المجتمع اليمني.
من جانبه، أكد نعمان الحذيفي، رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين، أن هذه الممارسات تُعد وصمة عار على جبين العدالة الاجتماعية، وتُعيد إنتاج التمييز بأسلوبٍ أكثر قسوة، حيث لا يُترك للإنسان حقه في أن يرقد بسلام بعد الرحيل.
ويُطالب الحذيفي السلطات المحلية والمجتمع المدني بالتحرك العاجل لوضع حدٍ لهذه الممارسات التمييزية، والعمل على تعزيز قيم المساواة والعدالة الاجتماعية، وضمان حقوق جميع المواطنين دون تمييز.
تُعد هذه القضية تذكيرًا مؤلمًا بأن الطريق نحو مجتمعٍ عادلٍ ومُتساوٍ لا يزال طويلًا، ويتطلب جهودًا حثيثة من جميع الأطراف المعنية لتحقيق التغيير المنشود.
إرسال تعليق