google.com, pub-3455913717300994, DIRECT, f08c47fec0942fa0

صدى الواقع اليمني – تقرير: حسين الشدادي

في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، يقع أحد أعظم المساجد التاريخية في اليمن، مسجد الشيخ أحمد بن علوان، العالم الصوفي والمجدد والمصلح الذي يُعد من رموز اليمن الروحيين والدينيين. ورغم مكانته التاريخية والدينية، فإن المسجد اليوم يعيش إهمالًا غير مبرر، فيما تتعرض أوقافه للعبث والنهب العلني، وأهمها “ماء الوقف” الذي يُباع في السوق بلا حسيب ولا رقيب.


تاريخ من المجد… وسنوات من الإهمال

لم يكن مسجد ابن علوان مجرد مكان للصلاة، بل كان مركز إشعاع علمي وروحي عبر قرون، تخرّج فيه المئات من طلاب العلم، وكان محجًا للزوار من مختلف أنحاء اليمن.

لكن زائره اليوم يُفاجأ بجدران متآكلة، وسقف متهالك، وأرضيات فقدت بريقها التاريخي. لا ترميم، لا صيانة، ولا أدنى اهتمام من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها مكتب الأوقاف في تعز الذي يتهمه المواطنون بالتقصير، بل والتواطؤ في بعض الانتهاكات.


بيع مياه الوقف… من المستفيد؟

ضمن أبرز الانتهاكات التي رصدها مراسل “صدى الواقع اليمني”، هو بيع ماء الوقف المخصص للمسجد، والذي كان في الأصل لسقاية طلاب العلم والمصلين والفقراء.

بحسب الأهالي، فإن المياه التي كانت تضخ للمسجد وللخدمات العامة، باتت تُحوّل إلى خزانات خاصة ثم تباع بأسعار تجارية، دون أن تستفيد المؤسسة الدينية أو المسجد منها بشيء، بل وبدون وجود أي عقد واضح أو رقابة من مكتب الأوقاف.


أين ذهبت جهود الترميم؟ ومن يعيقها؟

رغم زيارة وفد تركي متخصص في الآثار والمدارس التاريخية مؤخرًا إلى المسجد، إلا أن عمليات الترميم لا تزال متوقفة، في ظل صمت رسمي مريب. وتحدث عدد من النشطاء المحليين عن وجود أطراف تسعى لطمس هوية المسجد وإضعاف رمزيته التاريخية، تمهيدًا لتحويله إلى “مكان مُعطل”، أو بيعه ضمن مخطط أكبر لاستهداف المعالم الإسلامية في تعز.


مناشدة ومطالبات شعبية

يطالب المواطنون وأبناء المنطقة بـ:

1. فتح تحقيق شفاف في ملف بيع مياه الوقف ومعاقبة المتورطين.


2. إعادة تفعيل ملف الترميم الشامل للمسجد ومرافقه.


3. فرض رقابة حقيقية على مكتب الأوقاف في تعز ومساءلة المقصرين.


4. إشراك المجتمع المحلي والباحثين التاريخيين في الحفاظ على هذا المعلم التاريخي.


يبقى مسجد الشيخ أحمد بن علوان معلمًا لا يُقدّر بثمن، ووصمة عار في وجه كل من يشارك في إهماله أو استهدافه. فهل تتحرك الجهات المعنية؟ أم سيُترك المسجد ضحية جديدة للإهمال والتخريب المنهجي؟

🔗 رابط مختصر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *