صدى الواقع اليمني – حسين الشدادي
في خضم المشهد اليمني المليء بالتقلبات والتشظي السياسي، برز خلال السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ “تيار التغيير والتحرير اليمني”، كمحاولة لتجاوز القوى التقليدية وتقديم رؤية جديدة تسعى لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الكرامة والعدالة والسيادة.
ما هو تيار التغيير والتحرير اليمني؟
تيار التغيير والتحرير هو حركة سياسية ناشئة ظهرت على هامش التصدعات التي أصابت الأحزاب اليمنية الكبرى، وتحديدًا بعد فشل النخب التقليدية في إدارة مرحلة ما بعد 2011، ثم ما بعد انقلاب الحوثيين في 2014. يتكوّن التيار من شخصيات مدنية وعسكرية وأكاديمية وشبابية تؤمن بضرورة تصحيح المسار، وتجاوز الصراعات المناطقية والمذهبية، لبناء دولة يمنية مدنية حديثة.
الخلفيات السياسية والفكرية للتيار
ينطلق التيار من قاعدة رفض ثنائية “الحوثي/الإخوان” أو “الشمال/الجنوب”، ويقدّم نفسه كبديل وطني جامع، يتبنى خطابًا جمهوريًا صريحًا، ويعارض المشاريع السلالية والانفصالية في آن. كما يؤمن التيار بأن المعركة ليست فقط ضد الحوثي كميليشيا، بل ضد فكرة الإمامة والاستبداد، وضد تقاسم الدولة كغنيمة.
المواقف المعلنة: ماذا يريد التيار؟
استعادة مؤسسات الدولة من يد الميليشيات والتشكيلات الخارجة عن القانون.
رفض الوصاية الإقليمية أياً كان شكلها أو مصدرها، سواء كانت من طهران أو من بعض العواصم المتحالفة.
بناء دولة مدنية حديثة تقوم على المواطنة المتساوية وفصل السلطات.
فتح ملفات الفساد داخل الشرعية وفي المناطق المحررة.
مواجهة المشاريع السلالية والانفصالية بوضوح.
من يقف خلف التيار؟
لا توجد قيادة مركزية معروفة علنًا، لكن التيار يضم طيفًا واسعًا من النشطاء السياسيين والحقوقيين والصحفيين والضباط المنشقين عن مكونات تقليدية. وقد اتُهم بعض أفراده بالتحريض على القيادات المتنفذة داخل الشرعية، لكنهم يردّون بأنهم يمارسون النقد المشروع لسلطات فشلت في استعادة الدولة.
تحديات يواجهها التيار
تهميش إعلامي رسمي ومحاولة شيطنته من بعض القوى التقليدية.
قلة التمويل والدعم السياسي نتيجة تمسكه بالاستقلالية.
ضغوط أمنية وتهديدات تطال ناشطيه داخل وخارج اليمن.
تأثير التيار في الشارع اليمني
رغم محدودية الإمكانيات، استطاع التيار أن يفرض نفسه في النقاش العام، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويرى مراقبون أن صعود هذا التيار يُعبر عن حالة فراغ سياسي حقيقي يبحث فيه المواطن اليمني عن صوت بديل وصادق وغير مرتبط بأجندات خارجية أو مطامع شخصية.
تيار التغيير والتحرير اليمني ليس مجرد تشكيل سياسي جديد، بل هو انعكاس لحالة وعي تتبلور بين قطاعات واسعة من اليمنيين، الذين سئموا من النفاق السياسي، والانقسامات، والتبعية، وبدأوا في رسم طريق ثالث، يعيد للجمهورية روحها، وللوطن بوصلته. فهل سيُمنح هذا التيار الفرصة ليستكمل تشكله ويتحوّل إلى قوة تغيير حقيقية على الأرض؟ أم أن القوى التقليدية ستجهضه كما أجهضت غيره؟