صدى الواقع اليمني – تعز
أعلن مكتب الثقافة والإعلام في محافظة تعز، اليوم الأحد، عن إجراءات صارمة لمواجهة ما وصفه بـ”محاولات خطيرة لإعادة إحياء زي العكفي” في المناسبات الاجتماعية، وخاصة الأعراس. حذر المكتب من استخدام هذا الزي كرمز لتمجيد عهد الإمامة البائد الذي ارتبط بالقمع الطبقي والهيمنة السياسية.
وأوضح بيان صادر عن المكتب أن “لباس العكفي” يعود إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وكان يُستخدم لترسيخ الانقسام الاجتماعي وتكريس التمييز الطائفي والولاء الطبقي، بعيدًا عن أسس الانتماء الوطني والهوية الجمهورية الحديثة.
وأشار البيان إلى رصد دقيق لانتشار هذا الزي مؤخرًا في بعض المناسبات، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبره مكتب الثقافة في تعز محاولة لطمس الهوية الثقافية الوطنية للمدينة وتشويه الوعي الجماهيري بتاريخها النضالي ضد الحكم الإمامي الاستبدادي.
وأكد البيان أن هذه المحاولات تمثل تجاوزًا لروح الجمهورية وقيم الثورة اليمنية الخالدة، مشيرًا إلى أن استدعاء رموز الماضي الاستبدادي تحت أي غطاء هو تعدٍ صريح على مشروع الدولة الحديثة والمواطنة المتساوية.
بناءً عليه، أصدر مكتب الثقافة توجيهات فورية بمنع محال الطباعة والتصوير في المحافظة من إنتاج أو تداول أي تصاميم أو مواد تتضمن زي “العكفي” أو أي رمز من رموز النظام الإمامي البائد. كما أعلن عن إطلاق حملة توعوية شاملة بالتعاون مع الفعاليات الثقافية والشبابية والمجتمع المدني، لتعزيز الوعي بخطورة هذه الظواهر وتصحيح المفاهيم المتعلقة بالهوية الوطنية والتراث الأصيل.
ودعا البيان المواطنين والمبدعين والمثقفين إلى إحياء البدائل التراثية الأصيلة التي تعكس طابع مدينة تعز المنفتح والمنتمي لمشروع الجمهورية، مؤكدًا أن معركة الحفاظ على الهوية الثقافية والذاكرة الجمعية لا تقل أهمية عن باقي صور النضال الوطني.
واختتم مكتب الثقافة بيانه بالتأكيد على أن أي محاولة لإعادة إنتاج أو ترويج الرموز الإمامية ستواجه بمواقف واضحة وإجراءات حازمة، بهدف حماية المشروع الوطني وصون الذكرى الجماعية لشعب عانى من ظلم وقمع النظام الإمامي، والسعي نحو بناء دولة مدنية حديثة قائمة على العدالة والمساواة والمواطنة.
يُذكر أن “العكفي” هو لباس تقليدي كان يُرتدى في بعض المناطق اليمنية قبل قيام الجمهورية، وكان مرتبطًا بالطبقة الحاكمة من السلالة، ويُعد لدى الكثيرين رمزًا للاستعلاء الطبقي والتمييز.