صدى الواقع اليمني – وكالات

في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تهدئة عسكرية نسبية عقب اتفاق وقف إطلاق النار، يبرز الحوثيون كاستثناء لافت في مشهد التراجع العام للتصعيد. تهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر لا تزال قائمة، بل ومرشحة للاستمرار وفق تقييمات أميركية وغربية.

خلافًا لإيران التي اكتفت بخطوات غير مباشرة كتشويش إشارات الملاحة (GPS وAIS)، أظهرت جماعة الحوثي قدرة ميدانية على تنفيذ ضربات دقيقة ضد السفن التجارية، خاصة الأميركية منها، ما يجعل خطرهم أكثر ديناميكية واستمرارية.

ورغم أن الجماعة تُعد حليفًا استراتيجيًا لطهران وتحظى بدعم عسكري وإعلامي منها، إلا أن مجلة Lloyd’s List البريطانية تشير إلى أن قرارات الحوثيين لا تخضع بالكامل لتوجيهات إيرانية. هذا يجعلهم عاملًا منفصلًا في معادلة الأمن البحري، لا يمكن ضبطه تلقائيًا عبر تفاهمات إيرانية-أميركية محتملة.

وتنقل المجلة عن مسؤولين في البنتاغون، من بينهم الفريق أول أليكسوس غرينكويتش، أن “الحوثيين سيظلون مشكلة مستمرة، وسنتعامل معهم مرات عديدة في المستقبل”. هذا التأكيد يشير إلى أن التهديد الحوثي يتجاوز السياق الإقليمي إلى مشروع ذاتي أكثر تعقيدًا.

كما ترى المجلة أن أي حديث عن إعادة فتح البحر الأحمر أمام حركة الشحن العالمية يجب ألا يُربط فقط بتفاهمات الملف النووي الإيراني أو تخفيف العقوبات، بل يُقاس بمدى قدرة إيران على كبح جماح حلفائها في اليمن – وهي قدرة تظل محل شك، في ظل استقلالية القرار العسكري للحوثيين.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد