صدى الواقع اليمني – تقرير: خاص
في خضم عاصفة من الشائعات التي كادت أن تعصف بالساحة اليمنية، وتتحدث عن “خلافات داخلية مدمرة” تضرب مجلس القيادة الرئاسي، جاءت “المكالمة الهاتفية الصادمة” التي أجراها العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، بفخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس المجلس، لتضع حداً لكل التكهنات وتكشف المستور! هذه المكالمة، التي أُعلن عنها رسمياً اليوم السبت، لم تكن مجرد تهنئة بروتوكولية، بل كانت “بياناً حاسماً” يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن “وحدة الصف الجمهوري” والمكونات الوطنية لا تزال “صلبة ومتماسكة”، وأن “الخلافات المصطنعة” لا تعيش إلا في مخيلة المتربصين بالمشروع الوطني.
ما وراء الاتصال: رسالة سياسية عميقة تهز الأعداء
رغم أن الاتصال قد يبدو في ظاهره مجرد بروتوكول اعتيادي بين قيادات الدولة العليا، إلا أن الإعلان عنه، بعد أيام قليلة من بيان المكتب السياسي للمقاومة الوطنية – التي يقودها العميد طارق صالح – أكسبه “دلالات سياسية عميقة” و”قوة تفجيرية”! فالبيان الذي صدر مطلع الأسبوع طالب بـ”مراجعة جذرية” لآليات العمل داخل مجلس القيادة والحكومة لضمان الالتزام بالإطار الدستوري والمؤسسي، وهو ما فسّره البعض – عن قصد أو جهل – على أنه “مؤشر تصدع” أو “صراع داخلي محتدم”. لكن هذه المكالمة “العملية” جاءت لـ”تبدد” كل تلك التفسيرات المتسرعة، وتفضح زيف حملات التحريض.
رئاسة متزنة وشراكة مسؤولة: ضربة قاضية للشائعات
إن التفاعل السياسي “الهادئ” و”المتزن” من قبل الرئيس العليمي، والرد “الحكيم” من قبل العميد طارق صالح، يعكسان “مستوى عالياً من النضج السياسي” و”تفهم عميق للمسؤولية الوطنية” في هذه المرحلة “الحرجة” من تاريخ اليمن. فالرئيس العليمي، الذي طالما أكد أن الحفاظ على وحدة المكونات وتماسك الصف الجمهوري هو “أحد أبرز إنجازات المجلس”، استطاع أن يدير هذا الملف “بحكمة وهدوء”، في حين عبّر طارق صالح في اتصاله عن “التزام صريح” بمسار الشراكة والعمل الجماعي، في رسالة واضحة لكل من يحاول الاصطياد في الماء العكر.
إفشال حملات التحريض الإعلامي: الحقيقة تظهر أخيراً
لقد كشف هذا الاتصال “زيف” حملة تضخيم إعلامية “خبيثة” حاولت خلال الأيام الماضية تصوير المشهد داخل مجلس القيادة على أنه “معركة على الزعامة”، مستخدمة “تفسيرات مجتزأة” لبيان سياسي “هادئ ومسؤول”. وتحوّل البيان، الذي دعا إلى تصويب داخلي مؤسسي، إلى “مادة دسمة” لتأجيج الانقسام ومحاولة ضرب التماسك داخل صف الشرعية.
لكن هذا الاتصال “رد بحزم” على تلك التأويلات “المغرضة”، ليؤكد مجدداً أن المواقف الرسمية “لا تُمثلها تغريدات نشطاء التواصل” ولا تمثلها اجتهادات بعض المحللين أو رغبات الباحثين عن أدوار. فمكونات مجلس القيادة ليست في حالة صراع، بل في حالة “تفاعل مسؤول” و”تنسيق مستمر”، مهما ظهرت تباينات طبيعية في بعض التفاصيل.
تباين طبيعي… والخلاف “غير موجود”
أكد محللون سياسيون وأكاديميون وصحفيون – تابعهم “المشهد اليمني” – أن التباين في وجهات النظر داخل مجلس القيادة “لا يمكن اعتباره خلافاً”، بل هو “سمة صحية” لأي تجربة سياسية مسؤولة، خصوصاً في بلد يعيش واحدة من أكثر المراحل تعقيداً في تاريخه. والمهم، بحسب ما أكده مراقبون، هو أن هذه التباينات “تُدار داخل المؤسسات” و”بروح وطنية عالية”، وهو ما أكدته مواقف الرئيس العليمي والعميد طارق صالح مراراً.
رسالة وطنية جامعة: البوصلة تتجه نحو النصر
لم يكن الاتصال الهاتفي مجرّد تهنئة بروتوكولية عابرة، بل كان “رسالة سياسية صريحة” تؤكد “وحدة القيادة اليمنية”، وتعيد “ضبط البوصلة الوطنية” نحو القضية الأهم: “استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي”.
وفي بلد تتشابك فيه التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإن “تماسك القيادة” هو “شرط أساسي” لصمود المشروع الوطني. وهذا ما عبّر عنه الاتصال عملياً، وردّد صداه الشارع السياسي الوطني الذي أبدى “ارتياحاً كبيراً” تجاهه.
وفي خضم المعارك العسكرية والسياسية التي تخوضها اليمن، يأتي هذا الاتصال ليعيد التأكيد على ما هو “ثابت وأساسي”: “لا خلاف بين القيادات الوطنية، ولا صراع على الزعامة، بل هناك مشروع جمهوري واحد، وشراكة وطنية مستمرة، واستعداد لتجاوز أي سوء فهم بروح من المسؤولية والثقة”.