صدى الواقع اليمني – ليلى العامري







في مدينة تعصف بها الأزمات منذ سنوات، تتلألأ قصة نجاح ملهمة لشابة يمنية، لم تسمح للظروف الصعبة أن تطفئ شغفها. إنها “أريج”، التي مزجت بين الألوان على اللوحات، ثم حولت هذا الفن إلى مهنة تعيد بها الحياة والجمال إلى وجوه النساء في بلدها.


رحلة من الإحصاء إلى فن التجميل

بدأت أريج رحلتها من حبها للفن والرسم، حيث كانت ترسم لوحات فنية بمهارة، قبل أن تكتشف أن هذا الشغف يمكن أن يمتد ليشمل فن التجميل.

ورغم حصولها على شهادة جامعية في الإحصاء والحاسوب، وإتقانها للغة الإنجليزية، اختارت أن تسلك طريقًا آخر مدفوعة بحسها الفني الفطري.

تقول أريج: “مهنة الكوافير تحتاج إلى أن يكون لدى الشخص ميول وحس فني قبل كل شيء.”


وانطلقت أريج في رحلتها الاحترافية في عالم التجميل قبل ثمانية أعوام، بعد متابعتها الدقيقة لأشهر خبراء التجميل العرب والأجانب

وبدعم من عائلتها وزوجها، تمكنت من افتتاح صالونها الخاص في عدن، لتواجه التحديات بإصرار وعزيمة لا تليق إلا بمن يسعى للنجاح.


جمال ينمو من بين الأنقاض

تؤمن أريج أن لكل امرأة “لونًا وهوية جمالية تناسبها”، وتعمل على عكس أحدث صيحات الجمال العالمية على النساء في عدن وخارجها.

وقد اكتسبت شهرة واسعة وثقة كبيرة بين السيدات بفضل احترافيتها وأسعارها المناسبة.

كما أنها لا تكتفي بتقليد الأنماط السائدة، بل تضيف لمستها الإبداعية الخاصة، وتكشف عن ابتكارات فريدة في تصفيف الشعر بما يتناسب مع ملامح وجه كل سيدة.

وفي تعليق لها، ترى انتصار شاكر، مستشارة اللجنة الوطنية للمرأة، أن الاهتمام بالجمال في ظل ظروف الحرب ليس ترفًا، بل هو حاجة نفسية عميقة.


وتضيف أن قصة أريج تثبت العكس، فالجمال يصبح فعلًا من أفعال المقاومة، ونافذة تطل منها المرأة على الحياة والأمل.

وتشير شاكر إلى أن مهنة التجميل تُعد مصدر رزق للكثير من الشابات مثل أريج، وتمنحهن الاستقلالية المالية وتجعلهن نماذج ناجحة ومؤثرة في مجتمعاتهن.


أن وجود صالون تجميل في مدينة أنهكتها تداعيات الحرب ليس مجرد عمل تجاري، بل هو رسالة بأن الحياة مستمرة، وأن الجمال قادر على أن ينبت من بين الأنقاض.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد